الثقافة العامة

صفات وسمات الشخصية المتناقضة في علم النفس

صفات وسمات الشخصية المتناقضة في علم النفس

صفات وسمات الشخصية المتناقضة ربما تكون مزعجة نوعاً ما ولكن لابد من التعرف عليها، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أبرز السمات الموجودة في الشخصية المتناقضة، وهل حقاً يعتبر التناقض مرضاً؟ سوف نجيبك خلال السطور المقبلة.

 الشخصية المتناقضة في علم النفس

تتسم الشخصية المتناقضة بكثير من التناقضات في حياتها بشكل عام، فتجدها متناقضة في الأفكار والمواقف.

منذ العديد من السنوات وقد أشار علماء النفس أن الشخصية المتناقضة تُشير إلى وجود اضطراب انفصامي في الشخصية المتناقضة وهو ما يُطلق عليه DID ، وهو يشير إلى الاضطراب العقلي، حيث يمتلك الإنسان شخصيتان متنقضتان في التفكير والتصرف في آن واحد.

في معظم الحالات يكون ذلك ناتجاً عن صدمة في مرحلة الطفولة، وفي حقيقة الأمر يعتبر علاج الشخصية المتناقضة من الأمراض التي تحتاج إلى وقت طويل الآمد حتى يستطيع الطبيب دمج هاتين الشخصيتين في شخصية واحدة.

إقرأ أيضا:تجربتي مع نقص كريات الدم البيضاء

أسباب الشخصية المتناقضة

حتى هذه اللحظة فإن السبب الرئيسي وراء إصابة الإنسان بسمات التناقض ليس واضحاً ودقيقاً ، ومع ذلك، فإن هناك علاقة قوية بين التعرض لصدمة كبيرة في مرحلة الطفولة والتناقض في الشخصية.

تُشير دراسة أُجريت على بعض الأشخاص المصابين بالشخصية المتناقضة أن 90% منهم قد تعرضوا لصدمة كبيرة في مرحلة الطفولة وهي التي أدت بهم إلى ذلك الأمر من التناقض.

سمات وصفات الشخصية المتناقضة

  • أفعاله لا تدل على أقواله

من الممكن أن يتسم الكثير منا بقدر كبير من التناقض، ولكن الشخصية المتناقضة تختلف نوعاً ما، وذلك لأنها تفعل خلاف ما تقوله دائماً.

  • عدم الوضوح

يتسم صاحب الشخصية المتناقضة بعدم البوح في الحديث، ولا يمتلك القدرة على اتخاذ القرارات، فتجده يطلب منك شيئاً، وبعد فترة قصيرة يقول خلاف ذلك الطلب، فتجد نفسك في حيرة من كيفية التعامل معه.

  • متقلب المزاج

من السمات الواضحة للشخصية المتناقضة أنها متقلبة المزاج ، فتجده سريع تكوين العلاقات والدخول في علاقات عاطفية جديدة، ومن ناحية أخرى تلاحظ أنه ينهيها في أسرع وقت.

بالإضافة إلى ذلك، ترة تجده سعيداً ومليئاً بالتفاؤل والأمل، وتارة أخرى يخيم عليه التشاؤم وعدم حب الحياة.

إقرأ أيضا:فوائد اقراص الخميرة للجسم
  • كثرة الاندفاع

يميل أصحاب الشخصية المتناقضة إلى الاندفاع، فدائماً تجده سريع في قراراته دون النظر في العواقب المترتبة على هذه القرارات.

  • كثير الشك

يتصرف الشخص المتناقض بحذر شديد مع جميع المحيطين له، وذلك لأنه يعاني من كثرة الشك وعدم الثقة في الأشخاص، وذلك بسبب احساسه الدائم في عدم الحصول على الاهتمام وقلة الثقة بالنفس.

  • يعاني من الاكتئاب

يعاني أصحاب الشخصية المتناقضة من الاكتئاب نتيجة الضغوطات النفسية التي يتعرضون إليها ويبدو المستقبل أمامه قاتماً وعاتماً لأقصى درجة.

علامات اضطراب الشخصية المتناقضة

هناك بعض العلامات التي تظهر على الشخصية الانفصامية، وقد تختلف من شخص لآخر ولكنها توضح في النهاية التناقض بين الشخصيتين وهم كما يلي:

  • حدوث تغيير واضح في إحساس الإنسان بذاته ونفسه.
  • حدوث فجوة واضحة في الذاكرة ونسيان الأشياء بصورة متكررة.
  • عدم القدرة على تذكر الاحداث اليومية التي يمر بها.
  • عندما تتولى هذه الشخصيات الأخرى زمام الأمور ، غالبًا ما يتحدثون بمفردات مختلفة ، ويبدون إشارات مختلفة.
  • حدوث اضطرابات في النوم.

قد يعاني الشخص المصاب باضطراب الشخصية الانفصامية أيضًا من أعراض حالات أخرى ، مثل إيذاء النفس. تشير إحدى الدراسات إلى أن أكثر من 70٪ مصدر موثوق من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الانفصامية حاولوا الانتحار.

إقرأ أيضا:تجربتي مع حبوب لجام بكل صراحه

أسباب  التناقض في الشخصية

تعرضت فئة كبيرة من الأشخاص المصابين بالتناقض إلى فترات عصيبة في مرحلة طفولتهم والتي نتج عنها الشعور بحالة غير طبيعية من التناقض والانفصام وقد يكون ذلك بسبب التعرض للعنف الجنسي أو الأسري في مرحلة الطفولة أو التعر لأي صدمة أخرى، ومن أبرز سمات وصفات الشخصية المتناقضة في علم النفس ما يلي:

  • عدم بوح المشاعر في الصغر

يعتبر عدم البوح بالمشاعر وكبتها من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى التناقض في الكبر، أو غجبار الطفل على القيام بأعمال لا يحبها.

  • عدم اهتمام الأبوين في الطفولة

قد يشارك إهمال الأبوين لطفليهما في مرحلة الطفولة إلى تكوين الشخصية المتناقضة، خاصة عدم اهتمام الأم على وجه التحديد، لأن الطفل يحتاج إلى أمه في هذه الفترة أكثر من أي شىء.

  • التعرض للعنف الأسري

هناك الكثير من المشكلات الموجودة في كثير من الأُسر، ولا يهتم الوالدان بذلك ولا يتعبون أنفسهم في التفكير ولو لدقائق ما مصير هذا الطفل الذي يشاهد والديه في أسوأ حالتهم من الصراخ والمشاحنات؟

كيفية التعامل مع الشخصية المتناقضة

التعامل مع الشخصية المتناقضة يعتبر أمراً صعباً لأنك تواجه شخصيتين في شخص واحد:

  • الصبر عليه وتحمله

حاول قدر المستطاع أن تتقبله بشتى الطرق، واعلم جيداً أنه لا يقصد إثارة إزعاجك، وكل هذه المواقف التي يقوم بها ما هي إلا نتيجة التعرض لضغوطات نفسية في مرحلة الطفولة وعدم اتزان الشخصية.

لا تدخل معه في جدالات كثيرة، حتى لا تعرضه لحالة من الإنكسار.

  • التعامل معه بحذر

يجب عليك التعامل معه بحذر شديد، ولكن دون أن يشعر بذلك حتى لا تُثير غضبه.

  • حاول أن تحتويه

الطريقة الأمثل للتعامل مع الشخصية المتناقضة هو التعامل معها بكل لين واحتواء حتى يصبح مطمئناً لك، كلما حاولت تحقيق ذلك، سهل عليك بعد ذلك سرعة الوصول إليه والتعامل معه بطريقة طبيعية بعيداً عن التناقض.

  • الابتعاد عن الانتقاد

الشخصية المتناقضة لا تنجذب نحو الشخص كثير الانتقاد، وذلك لأنه قد يصادف ذلك الانتقاد بعض الضغوطات في حياته، لذا حاول احتضانه في جميع الأوقات إذا كان شخصاً غالياً ومهماً بالنسبة لك.

علاج الشخصية المتناقضة

إذا ساءت الأمور وأصبح صاحب الشخصية المتناقضة موضع نقد لاذع بسبب التناقض الشديد بين المواقف السابقة والمواقف الحالية ، وما يترتب على ذلك من عواقب نفسية سيئة عليه ومن حوله ، فقد أوضح العلماء أن اتباع بعض الخطوات يمكن أن تساعد في علاج الشخصية المتناقضة  أو على الأقل تقليل شدة أعراضها.

  • محاولة تغيير نفسك

لابد من  تغيير الأفكار المتناقضة من خلال تكثيف البحث عن الرأي الصحيح والرقابة الذاتية، تعتبر هذه الطريقة الأفضل ولكنها الأقل شيوعًا لأنه يصعب على الشخص الخضوع والاعتراف بالأخطاء التي وقع فيها.

  • الابتعاد

ابتعد إذا لم يكن لدى الشخص إمكانية الوصول إلى المعلومات التي تمكنه من تكوين رؤية صحيحة للموقف ، فيمكنه ببساطة التخلي عن السلوك الذي أدى به إلى هذا التناقض ، لأن تغيير أي معتقد يتطلب الكثير من التواضع الذي لا يمتلكه الجميع.

في النهاية ، من المهم أن نلاحظ أن الشخصيات المتناقضة هي ركن مهم في التجربة الإنسانية ، حيث أن التناقض يمكّن الفرد أحيانًا من رؤية قضايا الحياة من وجهات نظر متعددة ، مع عدم نسيان أن تفاقم أعراض التناقض يمكن أن يكون مزعجًا. الفرد والمجتمع من حوله في نفس الوقت.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا هذا عن سمات وصفات الشخصية المتناقضة في علم النفس وطريقة التعامل مع هذه الشخصية.

السابق
صفات وسمات الشخصية المغرورة في علم النفس
التالي
افكار للعيد الوطني العماني للمدارس