القناعة كنز لا يفنى فهي الشعور بالرضا وبما كتب لك حتى ولو كان شيئًا بسيطًا، فإن القناعة صفة من الصفات الحميدة التي تكشف عن عزة النفس والكرامة والشرف والأخلاق الجيدة، وتعتبر القناعة هي عدم النظر لما في أيدي الأخرين والرضا بما كتب وقدر لك.
وقد وجه الرسول صلي الله عليه وسلم لأمته عن فضل القناعة فقال: ( وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس) رواه الترمذي.
المحتويات
القناعة كنز لا يفنى
إن الرضا بما قدمه الله لك وعدم النظر فيما في يدي الأخرين كنز من كنوز الدنيا فقد حث الرسول عن فضل القناعة، فعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس الغني عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس) رواه البخاري.
ولكن تكمن المشكلة هنا أن معظم الناس دائما يرون أن ما في يدي غيرهم هو أفضل بكثير من الذي في يداهم، ولكن من أجل عيش حياه كريمة يجب على المرء أن يقتنع ويرضي بما في يداه ويتقبل كل شيء مهما كان بسلبياته وإيجابيات، فإن كان هناك زوجان يريدوا أن يعيشوا في سلام يجب عليهم الاقتناع ببعضهم، فإن لم تقتنع بما قسم الله لك فسوف تفسد العلاقة.
إقرأ أيضا:نموذج شهادة خبرة للوظائف الاداريةفضل القناعة في الإسلام
لقد حث الله والرسول عن فضل القناعة والرضا بما قسمه الله لك به، وقد جاء فضل القناعة في الإسلام متمثل في:
- لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إلى فضل التحلي بصفة القناعة فقال:
“ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس”
- وكان يدعو ربه فيقول:
“اللّهمّ قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة لي بخير”
- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا
“ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس”
- إن الراضي بما قسمه الله له فهو عفيف النفس، وقد ذكر الله هؤلاء الناس في قوله تعالى فقال:
(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).
معنى القناعة كنز لا يفنى
تتيح القناعة لصاحبها العديد من المميزات فتجعله راضي بما قسم له فيرضى الله عنه ويفوز بالأخرة، وتتمثل أسباب القناعة في:
إقرأ أيضا:اذكار الصباح تسابيح كما ورد في السنة النبوية- يجب على الفرد أن يكون قوي الإيمان متحلى بالصبر وراضي بما كتبه الله له والرضاء بقضائه.
- يجب عليه معرفة أن الشخص التي يتمتع بالقناعة يكون زاهدًا في الدنيا والأخرة.
- يجب عليه النظر لحال من هم أقل منه ليرضي بما كتبه الله له ولا ينظر لما في يد غيره.
- يجب عليه أن يعلم أن كل هذا فضل وعطاء من الله عز وجل والرضا به من مسببات الراحة والسعادة وطمأنينة القلب.
- يجب علىه معرفة سبب منحه الله بذلك الرزق ويعلم أن هناك اختلاف في الأرزاق، وأن الرزق ليس بالمال فقط وكذلك هناك الرزق في الصحة والعمل والأهل والأصحاب والزوجة والأبناء، فيقسم الله الرزق على عباده بمختلف المراتب.
- يجب عليك العلم جيدًا أن الرزق يمنحه الله لك مهما كنت تفعل ومهما كان مكانك وطريقك وسعيك فيرزقك الله بكل ما هو مقدر لك.
فضل القناعة وفوائدها
تتعدد فوائد القناعة والرضا بما قدمة الله لك، وتتمثل تلك الفوائد في:
- يتمتع الشخص الراضي بما قدمة الله له بحب الله له.
- يمتلك الشخص القنوع علامة الإيمان الكاملة.
- عندما يقتنع الشخص بما قدمة الله له فإنه يعيش عيشه هنيئة مرضيه.
- من فوائد القناعة أيضًا بنشر الحب والرحمة والمودة بين الناس.
- تساهم فوائد القناعة في قوة إيمان الفرض بالله ورضي ما قسم الله له به.
- تعتبر من الطرق التي تؤدي إلى كسب الجنة والأخرة.
- تساهم في جلب الرحة والطمأنينة والرضا وراحة البال والقلب.
- تساهم فوائد القناعة في نشر البركة والخير بين مكتسبيها.
- تساهم أيضا في مدى رضا الفرد عن نفسه وعن كرامته وعدم نظره لما في يد غيره ورضاه بما قدم الله له.
- تساعد أيضا في كسب الفرض عفة اللسان والنفس والبعد عن الحقد والحسد والنميمة.
موانع اكتساب القناعة
هناك موانع يجب عدم فعلها عند اكتساب صفة القناعة وتتمثل تلك الموانع في:
إقرأ أيضا:فضل دعاء الخروج من المنزل- الإكثار من الجلوس مع الأغنياء.
- عدم الرضا بما قدمه الله لك والتوسع في كسب الأموال.
- ترك الفرد لقراءة القرآن والصلاة والسعي وراء كسب مكاسب أكثر.
- البعد عن الله وقلة تذكر الموت.
- الانشغال في متع الدنيا.
- البحث دائمًا في كسب المزيد والبعد عن ما كتبه الله لك.
ختامًا يجب على الفرد الرضى بما قدمة الله لك والبعد عن النظر بما في أيدي الغير، فيجب أن تكون عزيز النفس والقلب بعيد كل البعد عن الحقد والطمع والحسد، فإن القناعة كنز لا يفنى وكن زاهدًا في الدنيا غني النفس يرضي الله عنك ويسكنك في جناته.