حوار بين شخصين عن الصداقة التي تعد من أهم العلاقات الإنسانية لأنها تحتوي على العديد من المشاعر الطيبة والحسنة، فالصداقة تنشأ على أساس قوي هو الحب والتقدير بعيدًا عن تحقيق منفعة شخصية من ورائها أو الانتفاع منها، كما قال القدماء فالصداقة كنز لا يفنى، ولا يمكن أن تباع بكل أموال العالم.
حوار بين شخصين عن الصداقة
الابن يجلس حزين في المنزل لأن صديقه عمر مريض للغاية بنزلة معوية، ويرغب في زيارته لكنه خائف من أن يصاب بالعدوى منه.
الأب: لماذا أنت حزين هكذا يا بني؟
الابن: لأن صديقي مريض للغاية يا أبي بنزلة معوية، وأرغب في زيارته، ولكني أخاف أن اتعدى منه.
الأب: هذا خطأ يا بني فيجب عليك زيارة صديقك عندما يكون مريض لأن زيارة المريض صدقة كما أنه صديقك كأخيك أما بالنسبة أنك خائف من العدوى فلا تخف لأن النزلة المعوية مرض غير معدي لأنه يصيب الإنسان عقب تناول الطعام أو الشراب الملوث فقط.
إقرأ أيضا:اعتذار عن خطأ غير مقصودالابن: حسنًا سوف أزوره غدًا وسوف أخذ معي بعض الزهور والحلويات معي، ولكن يا أبي عند استفسار لك ما معنى عبارة أن عمر كأخي على الرغم من أن والديه مختلفين؟
الأب: الصديق الحقيقي يا بني يكون بمثابة الأخ، وفي كثير من الأحيان يكون أقرب إليك من أخيك، لأن الصداقة الحقيقية هي التي تكون قائمة بدون أي مصلحة أو منفعة شخصية، فإذا قامت الصداقة على مبدأ المصلحة فمفهومها الحقيقي يختفي.
الابن: لقد فهمت كلام يا أبي وسوف التزم به عند عقد صداقات مع أشخاص آخرين.
حوار عن الصداقة قصير بين المعلم وطلابه
المعلم سوف نتحدث في درس اليوم عن قصة قصيرة للغاية كان محمد وأحمد صديقان يتنزهان في الغابة، وعندها سمعوا صوت دب قادم من ناحيتهما مما جعل محمد يصعد على الشجرة لأنه رفيع، ولكن أحمد ذو الجسم الثقيل أصبح أمامه مشكلة وهي عدم قدرته في الصعود فوق الشجرة والدب قادم في اتجاه.
فأخذ يفكر ويفكر في حل لهذه المشكلة حتى نام على الأرض وكتم أنفاسه، وعندما اقترب منه الدب ظنه شخص ميت، فتركه وأكمل داخل الغابة للبحث عن طعام، وبعدها نزل محمد من الشجرة وقام أحمد من على الأرض وقال له أن الصديق الحقيقي يظهر وقت الضيق، وأنتَ تركتني عندما هجم علينا الدب.
إقرأ أيضا:مقدمة بحث قصيرةالطالب: هل يمكنك أن تشرح لنا يا معلمي ما معنى الصديق وقت الشدة؟
المعلم: الصديق الحق هو الذي يساعد صديقه في وقت الضيق والحزن قبل وقت الفرح، فالصداقة هي أفضل العلاقات الإنسانية التي تنشأ على المحبة بعيدًا عن المصالح الشخصية، فالصديق الذي تأتمنه على أسرارك كما تفضفض معه عن الهموم والمشاكل التي تعاني منها.
الطالب: الآن عرفت يا معلمي ما هي الصداقة، ولكن كيف اختار الصديق الجيد؟
المعلم: يا بني الصديق الجيد هو الذي يساندك في جميع الأعمال الصالحة والجيدة، ويقيم سلوكك، ويساندك في وقت الشدة والفرح، وينصحك عند حاجتك كما أن ديننا الإسلامي قد نصحنا بضرورة اختيار الصديق الحقيقي لأنه المرأة التي تعكس أخلاق وتربية صديقه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”.
الطالب: هل الصداقة نافعة للإنسان في كل الأحوال؟
المعلم: لا ليست في جميع الأحوال الصداقة مفيدة لأن الصديق السوء قد يجذب صديقه لفعل الأمور السيئة والمعاصي مما يفسد عليه مستقبله في حالة عدم البعد عنه كما حذرنا رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – من الأصدقاء السيئين.
عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ: أَن النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً متفقٌ عَلَيهِ.
إقرأ أيضا:حوار بين شخصين عن العلم والجهل بين الاب والابن
الطالب: كيف تكون الصداقة مفيدة للإنسان؟
المعلم: الصديق الحقيقي يساند صديقه في وقت الحزن والضيق قبل وقت الفرح، ويقدم له جميع المساعدات التي تجعله يتغلب الصعاب والعقوبات التي يواجها كما يوجه للأعمال الخير، وينصحه لرفع معنوياته.
الطالب: ما هي صفات الصديق الجيد؟
المعلم: يا بني الله سبحانه وتعالي دائمًا يرزق الإنسان في مرحلة من مراحل حياته صديق جيد، ويظهر في وقت الشدة كما هناك عدد من الصفات التي يجب أن تتوفر في الصديق الجيد، وهي:
- أن يكون سند لصديقه في جميع الأوقات سواء في وقت الشدة أو الفرح.
- أن يستمع لشكوي وفضفضة صديقه دون الشعور بالملل أو الضجر.
- أن يقدم الدعم اللازم لصديقه سواء كان دعم معنوي أو مادي، ويشجعه على فعل الخير دون انتظار أي مقابل.
- أن ينصحه طوال الوقت إذا فعل شيء خاطئ كما يحذره من الأفعال السيئة والخاطئة.
- أن يكون حافظ أسرار لصديقه، ولا يكشفها لأي شخص أو تحت أي ظرف.
- أن يتقبل شخصية صديقه بكل صفاتها دون أن يحاول تغييرها أو السخرية منها.
وخير دليل على الصداقة الجيدة يا أبنائي هي الصداقة بين رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم-وسيدنا أبو بكر الصديق حيث أطلق عليه لقب الصديق عندما صدق حديث رسول الله عندما وصف بيت المقدس في رحلة الإسراء والمعراج كما أنه لم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته من مكة إلى المدينة.
وفي النهاية حوار بين شخصين عن الصداقة التي تعد واحدة من أسمي العلاقات الإنسانية، فالصديق الحقيقي يقدم المساعدة لصديقه في وقت الشدة والضيق، ويخفف عنه خلال حزنه، ويشاركه وقت فرحه، فالعلاقة بين الصديقين تكون بعيدة عن تحقيق أي مصلحة خاصة أو الغيرة.